الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسماً للطاعات، وأفاض على الصائمين نعيم الرضوان والنفحات، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين أ ّما بعد,,,
اعلموا رحمكم الله أنه نزل بساحتكم شهر رمضان الكريم، موسم عظيم خصه الله تعالى من بين سائر الشهور بالتشريف والتكريم، وأنزل فيه القرآن العظيم وفرض صيامه على المؤمنين شكراً على هذا الإنعام والفضل العميم، وسن لكم قيامه فضلاً لتحصيل الأجر الكريم.
كان الرسول يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: (أتاكم شهر رمضان شهر مبارك, كتب الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حرم) رواه النسائي والبيهقي وأحمد.
ألا فاغتنموا فضل ربكم ذي الجود والإحسان، وتعرضوا لنفحاته في أوقات شهركم الحسان، وافتحوا فيه بيوتكم لإطعام الجائعين ومواساة المنكوبين، واعطفوا على أقاربكم، واحذروا أن تمحقوا صومكم بالفسوق والعصيان، والكذب والغيبة وقول الزور والبهتان، وأكثروا من التسبيح والأذكار وتلاوة القرآن، نسأل الله العون والتوفيق للوصول إلى مرضاته ونيل درجاته.